أعلن البنك المركزي الكيني في 24 أبريل؛ أن البنك التجاري الدوليCIB ، أكبر بنك قطاع خاص في مصر، استحوذ على 51٪ من بنكMayfair الكيني الذي أعيدت تسميته Mayfair CIB Bank Limited، تبلغ قيمة الصفقة 35.5 مليون دولار، وتمنح
البنك التجاري الدولي حصة سوقية تبلغ 0.2٪ في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، وتعد هذه العملية أول عملية استحواذ عبر الحدود من قبل البنك التجاري الدولي منذ إنشائه
عام 1975.
تحدث هشام عز العرب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك التجاري
الدولي في حواره الحصري مع Business
Forward الذي تم إجراؤه عبر Zoom يوم 27 أبريل، عن الدروس والتحديات التي تكمن وراء أول استحواذ دولي لبنك CIB،واستراتيجية التوسع المستقبلية، وتحدث أيضاً عن الفرص التي أتاحتها COVID- 19 للقطاع المصرفي المصري.
قال عز العرب؛ أن إفريقيا كانت دائما فرصة، وعندما بدأت البلاد في إعادة بناء علاقتها والتعامل مع بقية القارة مرة أخرى، منذ حوالي ثلاث سنوات، قرر البنك أن ينظر للأمر بجدية وبدأ في الانخراط في المؤتمرات والنظر إلى مناطق مختلفة في القارة.
وأضاف عز العرب أنه قبل عامين، حتى قبل أن تتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، “تم اختياري كعضو في فريق عمل تم إطلاقه في جهد مشترك من قبل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي،
بهدف تحقيق استراتيجية رقمية لأفريقيا”، وأشار أنه تم اكتساب الكثير من المعرفة خلال هذه العملية، وتابع “حصلنا على فرصة للتعامل مع العديد من القادة في القارة ليس فقط قادة الدول، ولكن قادة القطاع الخاص أيضًا“.
كما أشار عز العرب أن كينيا هي إحدى الدول الشهيرة بالإندماج المالي واستخدام القنوات الرقمية وما إلى ذلك، بالإضافة إلى وجود هيئات تنظيمية قوية ومهنية للغاية، وقال “رحبوا كثيراً عندما بدأنا التعامل معهم، لذلك كان من أولوياتنا أن نكون في كينيا”.
أوضح عز العرب أن هذه العملية تعد أول عملية استحواذ للبنك عبر الحدود، وأن هناك الكثير من الدروس المستفادة، وأشارأن البنك قام بعمليات استحواذ محلية من قبل، مثل قيامه بشراء
عملياتCiti Bank في مصر، لكن عندما يكون الاستحواذ دولياً، فالأمر مختلف؛ حيث إن هناك ثقافة نحتاج إلى إنشائها
داخليًا حول الإدارة في عدة البلدان، “ولهذا السبب أيضًا ذهبنا إلى صفقة صغيرة”، وأن عمليات
Mayfair Bankصغيرة
ولن يكون هناك الكثير من الجهد المطلوب لتجديدها وتغييرها.
وأضافأن هناك بيئة قانونية مختلفة، نحتاج إلى التكيف معها، وكان عدد مرات السفر الذي قام به فريق البنك التجاري الدولي إلى كينيا أكثر من ذلك العدد إلى الإسكندرية، لذلك تعرّفوا
على الثقافة هناك، لكن فهم الثقافة وديناميكياتها يستغرق وقتًا، وتابع “أقول دائمًا إن لكل دولة في إفريقيا مذاقها الخاص، ولا يمكننا تعميمها وتجميعها معًا وقول إفريقيا
ببساطة، وحسب تجربتي؛ كل بلد مختلف عن الآخر”.
قال عز العرب، “لقد اخترنا كينيا بسبب جودة الهيكل التنظيمي”، وأعرب عن كامل إحترامه وتقديره لمحافظ البنك المركزي الكيني وفريقه، وإنهم منفتحون للغاية ويستمعون،
وأشار أنه مثل أي مكان آخر؛ هناك أوراق وإجراءات بيروقراطية ، لكن كل شيء سار بسلاسة.
وفيما يخص المزايا التنافسية التي يعتقد أن البنك التجاري الدولي سيحصل عليها في السوق الكيني؛
وقال عز العرب “سوف نتعلم من تجاربهم ونعلمهم الأشياء التي
نجيدها؛ مثل إقراض التدفقات النقدية، وإقراض الشركات، وكيفية التعامل مع الشركات الصغيرة
والمتوسطة، من بين أمور أخرى”، وتابع “نحن بحاجة إلى التعلم منهم بشأن الشمول المالي
، وعلى سبيل المثال؛ المدفوعات، وذلك لأن كينيا ممتازة في هذا الصدد.
وأوضح عز العرب أن
ليس هناك دمج لعمليات البنك التجاري الدولي – مصر وكينيا، لأن لكل دولة لوائحها الخاصة.
أكد عز العرب على أهمية جودة الخدمة المقدمة، وأشار أن البنوك تنتمي إلى صناعة الخدمات،
تمامًا مثل المطاعم؛ وتابع “يمكنك الدخول إلى مطعم والعثور على طعام جيد ولكن
خدمة سيئة، وعلى الأرجح لن توصي به لأصدقائك، الأمر نفسه ينطبق هنا؛ أريد أن تكون جودة
المنتج والخدمة التي أعطيها للعميل من الدرجة الأولى حتى لا يشكو الناس من التكلفة”.
أوضح عز العرب أن أحد الأمور التي يذكرها البنك الأفريقي دائمًا هي خطوط
التمويل التجاري، وأشار أنه حتى عام مضى لم يكن لدينا قط خطوط مراسلات مباشرة مع
البنوك في العديد من البلدان الأفريقية مثل غانا ونيجيريا وكينيا، لذا ولإبرام
صفقة مع أي بنك هناك، كان يتعين دائمًا إعادة تأكيد نشاط تمويل التجارة من قبل بنك
أوروبي، ولكن تغير ذلك الآن؛ لدينا خطوط تمويل مباشرة مع 27 دولة في القارة.
كما أشار أن كينيا هي مركز للدول غير الساحلية حولها مثل إثيوبيا ورواندا، التي
تستخدم كينيا للتجارة، “إنه اقتصاد متقدم له العديد من العلاقات الاستراتيجية
والاقتصادية مع مصر، لذلك اتخذنا قرارنا بالنظر في كل هذه الأشياء من منظور
اقتصادي، وهناك الكثير من المتغيرات بالرغم من ذلك؛ لا يمكنك الحصول عليه بشكل
مثالي 100٪”.
وفيما يخص التطلع إلى أي أسواق أخرى في شرق إفريقيا، قال عز العرب “نأمل أن
تفتح الأشياء مرة أخرى، وبعد ذلك يمكننا الانتهاء من هذه الصفقة الأولية ونرى تأثيرها
المحتمل ونثبت لمساهمينا أننا كنا على حق في متابعة هذه الصفقة، وبالتالي نكتسب
ثقتهم للذهاب للمعاملة التالية”، وتابع “لكننا نحتاج أن نكون قادرين على
السفر والتواصل للقيام بذلك”، وأضاف أن التكنولوجيا رائعة ومن الجيد أنه لا
يزال بإمكاننا التواصل على الرغم من الظروف الحالية.
وفيما يخص تأثير فيروس كورونا المستجد على القطاع المصرفي المصري؛ قال عز العرب إنه
ضبابي للغاية في الوقت الحالي، “لا نعرف حقًا متى سنكون قادرين على البدء مرة
أخرى، “أنت تحاول الحفاظ على استمرار الأمور”، وأشار أيضاً “لكي تكون
عمليًا، لن يكون ذلك قبل العام المقبل على الأقل أننا نسرع مرة أخرى كما كنا قبل
الأزمة،نحن بحاجة إلى إدارة توقعاتنا والوقوف بقوة”، وأضاف أنه في نهاية
المطاف الوضع ليس أسوأ من عام 2011، لأنه هذه المرة يمثل تحديًا عالميًا، نحن
جميعًا معًا في الأزمة.
وقال عز
العرب أن البنك قام بالاستثمار بكثافة في التكنولوجيا والقنوات الرقمية، بهدف
الوصول إلى الرقمنة، وأضاف أننا نحتاج إلى الابتعاد عن النقد، ليس فقط بسبب COVID-19، ولكن لأنه مكلف جدًا.
كما أضاف إذا كنت تريد التحدث عن الشمول؛ “ فعليك
أن تنسى دفع القلم والورقة، وهو درس تعلمته في كينيا”.
وقال عز العرب؛ منذ ثلاث سنوات، عندما كنت رئيسًا لاتحاد بنوك مصر، عملت مع
رئيس اتحاد الصناعات المصرية على بحث حول كيفية الانتقال إلى مجتمع غير نقدي، كان
يتألف من وثيقتين، لكل منهما آثار تكتيكية للموضوع، ولقد قام المجتمع المدني
والقطاع الخاص بعمل، وهناك رغبة صادقة لمساعدة الحكومة على الانتقال إلى مجتمع غير
نقدي
