تأثير أسعار الفائدة والسياسة النقدية على استراتيجيات التداول

مقدمة

إن التداول من العلوم التجارية الجديدة نسبيًا، والتي ظهرت مؤخرًا وظهر معها الكثير من المفاهيم والمصطلحات اللازم فهمها لما تملكها من تأثير كبير على عملية التداول. ولعل من تلك المصطلحات هي أسعار الفائدة وكذلك السياسة النقدية، وهي ما سنتناولها بشكل دقيق في مقالتنا.

وإن لأسعار الفائدة والسياسة النقدية تأثيرًا بالغًا على الاقتصاد العالمي والأسواق التجارية. ولذلك فإنها تملك تأثيرًا عظيمًا على استراتيجيات التداول. ويمكن لفهم تلك العلاقة بين أسعار الفائدة والسياسة النقدية واستراتيجيات التداول أن يزيد من فهم المتداول لعملية التداول وبالتالي يزيد من أرباح التداول بشكل كبير بالإضافة إلى إدراة المخاطر بشكل أكثر حكمة.

وستركز هذه المقالة على تأثير أسعار الفائدة والسياسة النقدية على استراتيجيات التداول بما في ذلك أنواع التداول المختلفة في الأصول والعملات والبضائع.

أسعار الفائدة والسياسة النقدية

إن أسعار الفائدة واحدة من الأدوات الرئيسية التي تتحكم في أسعار العملات والأسواق. وتستخدم الحكومات وكذلك البنوك العالمية الكبرى أسعار الفائدة للتحكم في سعر العملات بما يتوافق مع السياسة الاقتصادية لتلك الدولة أو البنك. ويُعد تغيير أسعار الفائدة بما يتناسب مع السياسة النقدية واحدًا من أهم القرارات الاقتصادية التي تتخذها دولة في أي وقتٍ من تاريخها.

وتُعد البنوك المركزية في الدول المختلفة هي المسؤول الأول على حساب وفرض أسعار الفائدة والتي تختلف من وقتٍ لآخر حسب الناتج المحلي للبلد والتوجه ومعدلات التضخم وغيرها من العوامل المؤثرة على اقتصاد تلك الدولة. ومن الأمثلة الحالية على التحكم في أسعار الفائدة هو ما يحدث في جمهورية مصر العربية من رفع سعر الفائدة للتحكم في السيولة ومعادلة التضخم الحادث في البلد ليخدم السياسة النقدية للدولة في الحفاظ على الأصول من العملات الأجنبية واحتياطي الذهب.

تأثير أسعار الفائدة والسياسة النقدية على التداول

إن تأثير أسعار الفائدة والسياسة النقدية على التداول عظيم للغاية. فالتداول في العملات أو الأصول أو الأسهم ما هو إلا بيع وشراء في الأصل. وذلك البيع والشراء يتأثر بشكل بالغ بقيمة العملات التي يتم البيع والشراء بواسطتها. لذا فإن فهم السياسة النقدية لدولة تتداول بعملاتها يجعلك أكثر دراية بتوجهات الدولة وسابق للأحداث ومتوقعًا لانخفاض أو ارتفاع قيمة العملات في المستقبل مما ينعكس على قرارات الشراء.

وتغير أسعار الفائدة لا يؤثر في نوع واحد من التداول، بينما يؤثر في جميع أنواع التداول من أسهم وبضائع وعملات وأصول بشكل لحظي، لأنها تتأثر كلها بمعدلات التضخم وقيمة العملة.

أساليب التداول وأسعار الفائدة

إن تغير أسعار الفائدة واحد من العوامل الرئيسية التي تحدد نوع ونمط التداول للمتداولين. فالعملات ذات أسعار الفائدة المستقرة يمكن التداول فيها بنظام الاستثمار طويل الأجل. أما العملات المتقلبة يمكن التداول فيها بنظام التداول اليومي أو التداول المتأرجح.

ومتابعة أسعار الفائدة من العوامل الواجب على المتداول الجيد متابعتها لأنها تؤثر بشكل مباشر على كل قطاعات الاقتصاد تقريبًا، بما في ذلك السلع الاستهلاكية والسلع الاقتصادية وأسعار العقارات وأسواق المال، وكل ما يتعلق باقتصاد تلك الدولة تقريبًا.

فعند بدء التداول سواء بحساب حقيقي أو كما ننصح دائمًا توجهّت إلى فتح حساب تجريبي مجاني للتداول، فإن متابعتك لأسعار الفائدة من العوامل التي ستؤثر على أسلوب التداول الخاص بك.

مخاطر وفرص التداول في بيئة ذات أسعار فائدة متغيرة

إن تغير أسعار الفائدة بشكل مستمر يصنع سوقًا متقلبًا بشكل كبير. ومن مواصفات السوق المتقلب زيادة المخاطر إلى جانب زيادة الفرص أثناء التداول. فالتقلب المستمر في أسعار الفائدة يتبعه تقلب كبير في السوق، وبالتالي فإن الزيادة والنقصان في أسعار العملات والمنتجات وغيرها تكون كبيرة ومفاجئة بشكل كبير.

فمخاطر تغير أسعار الفائدة تؤثر وتتأثر بمخاطر زيادة التضخم وكذلك الإقبال أو الهروب على الاستثمار في ذلك السوق وتلك البيئة المتغيرة. بينما فرص التداول في بيئة متغيرة بهذا الشكل تظهر من العوائد الكبيرة التي قد تخرج بها من سهم أو صفقة واحدة، وكذلك سرعة تدوير المال لسرعة تقلب السوق.

ومن العوامل المهمة التي يجب أن تأخذها في الاعتبار لتستفيد من فرص التداول في بيئة ذات أسعار فائدة متغيرة، وللهروب من خسارتها هو قراءة السياسة الاقتصادية للبنك المركزي الذي يؤثر في استثمارك. حيث يتيح ذلك لك أن تسبق السوق وقرارات البنك المركزي، وأن تقرأ السوق وأن يكون لك توقعات مصيبة في الصفقات.

الخاتمة

نسنتنج مما سبق أن أسعار الفائدة والسياسة النقدية تؤثران بشكل كبير جدًا على الأسواق الاقتصادية وما يجري فيها. وبالتالي فإن فهم العلاقة بين أسعار الفائدة والسياسة النقدية واستراتيجيات التداول من الأشياء الهامة للغاية لأي متداول يريد قراءة السوق بشكل كامل. فمن خلال فهم المتداول لأسعار الفائدة والسياسة النقدية، يمكنه أن يأخذ قرارات مستنيرة في جميع أنواع التداول سواء عملات أو بضائع أو أسهم وغيرها من أنواع التداول المختلفة المرتبطة بشكل رئيسي مع تلك المفاهيم الاقتصادية الهامة.