«فاينانشيال تايمز»: 5 شركات تسجل نموًا قويًا فى ظل وباء «كورونا»
تستعد الشركات لتحمل تكلفة تفشى جائحة فيروس كورونا لسنوات، خاصة أن البعض لم يستطع النجاة من الانكماش الاقتصادى السريع والوحشى، بينما اضطر البعض الآخر للاقتراض من أجل البقاء، فمن المؤكد أن الجميع تقريبا يدخل تغييرات فى طريقة عملهم للحد من خطر استئناف العمليات.
ولكن فى الوقت نفسه، هناك أجزاء من عالم الشركات استطاعت الاستفادة من القيود الضخمة المفروضة على الحياة اليومية بهدف احتواء تفشى الوباء.
تحدثت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى عدد من تلك الشركات، فى محاولة للعثور على بعض الجوانب الإيجابية من التغييرات التى طرأت على طريقة عمل وتحدث وتسوق وتناول الطعام بين الأفراد.
«ماركت أكسس»
مع تراجع الآفاق الاقتصادية العالمية وتأثر الأسواق بسبب الوباء، سارعت الشركات إلى تعزيز مواردها المالية وارتفع إصدار سندات الشركات.
وكان تأثر السوق بتفشى الوباء، بالإضافة إلى النظام الإيكولوجى الكامل من التجار والمستثمرين الذين لم يصبح أمامهم أى خيار سوى العمل من المنزل، بمثابة نعمة إلى موقع التداول الإلكترونى للسندات «ماركت أكسس»، الذى ارتفع عدد مستخدميه بشكل أكثر من أى وقت مضى، كما أنها سجلت حجم تداول قياسى فى سندات الخزانة الأمريكية وسندات الشركات وسندات البلدية وسندات اليورو فى مارس الماضى.
وقال ريك ماكفى، الرئيس التنفيذى لـ»ماركت أكسس»، إن سوق سندات الشركات الأمريكية البالغ قيمته 9.6 تريليون دولار شهد تحولا ثقافيا بالفعل.
وأضاف: «حدث أمران مختلفان تماما خلال ذروة تقلبات عام 2008، حيث انخفض إجمالى حجم الائتمان فى السوق وانخفضت نسبة التداول الإلكترونى، ولكننا فى عام 2020 نشهد وضعا مختلفا تماما من حيث شعور المستثمرين المؤسسيين بالراحة تجاه التداول الإلكترونى».
وتأهلت «ماركت أكسس» لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الخاص بأكبر الشركات الأمريكية العام الماضى، كما أن أسهمها ارتفعت بأكثر من %60، من أدنى سعر لها فى منتصف مارس، مما منحها قيمة سوقية تبلغ 17.3 مليار دولار.
«ديسكورد»
يعتبر «ديسكورد» واحدا من التطبيقات، التى عادة ما تدفع المعلمين إلى الجنون، فهو مجتمع ألعاب يركز على الدردشة باستخدام الكتابة والصوت والفيديو، وكان هذا التطبيق يمتلك بالفعل 300 مليون مستخدم مسجل وعشرات الملايين من المستخدمين يوميا قبل تفشى الوباء، ولكن منذ مارس الماضي، لعب «ديسكورد» دورا جديدا غير متوقع فى المساعدة للحصول على التعليم المنزلى.
وفى فرنسا، واجهت أدوات التعليم عبر الإنترنت التى تقدمها الدولة صعوبات مع ارتفاع مستوى تدفق الطلاب عليها فى الأيام الأولى من الإغلاق، ولكن «ديسكورد» كان قادرا على التعامل مع تدفق المستخدمين بشكل أفضل، مما جعله بديل فعلى للعديد من المعلمين.
ووفقا لشركة «App Annie» التى تتبع متاجر التطبيقات، قفز «ديسكورد» إلى أفضل 10 تطبيقات تم تنزيلها على هواتف الأيفون فى فرنسا خلال مارس، مع تسجيل نمو مماثل فى إسبانيا وألمانيا.
وظل التطبيق ضمن قائمة أفضل 50 تطبيقاً للهاتف المحمول بشكل عام فى الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بحلول منتصف مايو، وفى كثير من الحالات يحتل مكانة أعلى من المنافسين الأكثر رسوخا مثل «سكايب» و»تويتش» و»جوجل مييت»، وهو ليس بأمر هين بالنسبة لشركة ناشئة عمرها 5 أعوام فقط.
«نيسين فودز»
بعد فترة وجيزة من بدء الصين فى تشديد إغلاقها للمدن فى فبراير الماضى، بدأت شركة تصنيع النودلز اليابانية «نيسين فودز» فى العمل مع وضع سيناريو واحد فى الاعتبار، وهو تسارع الأسر لشراء المعكرونة الفورية، لذا بدأت الشركة فى إجراء محادثات مع تجار التجزئة المحليين لزيادة الشحنات بنسبة %150 تحسبا لانتشار الفيروس والإغلاق إلى اليابان.
وكانت الشركة اليابانية تنتج 300 منتج جديد بشكل سنوى فى الأوقات العادية، ولكنها الآن، فى وقت الأزمة، ركزت إنتاجها على النكهات الأساسية الأكثر شعبية.
وبحلول وقت إغلاق عامها المالى فى نهاية مارس، ارتفع صافى الربح السنوى لشركة «نيسين فودز» بنسبة %52 مقارنة بالعام السابق ليصل إلى مستوى قياسى يبلغ 29 مليار ين يابانى «269 مليون دولار»، مع ارتفاع مبيعات المكرونة سريعة التحضير بنسبة %6 فى اليابان و%16 فى الصين فى الربع الأخير، كما ارتفع الطلب بشكل حاد فى البرازيل والولايات المتحدة.
«إف آر بى أدفيزورى»
أتاحت الضربة المالية التى تلقتها الشركات نتيجة الإغلاق الاقتصادى الفرصة أمام اختيار خبراء لإعادة الهيكلة لمساعدة الشركات على النظر فى الخيارات التى يمكن اتخاذها لتجنب الانهيار، وهى فرصة سمحت لشركة «إف آر بى أدفيزورى» المخصصة لإعادة الهيكلة بالنمو.
وأعلنت الشركة للمساهمين مؤخرا أن أعباء عملها زادت من حيث الحجم ومستوى التعقيد بسبب الوباء، ونتيجة لذلك حققت الشركة ما يصل إلى 11.5 مليون جنيه استرلينى فى شهرين فقط منذ طرحها للاكتتاب العام، كما أنه من المتوقع أن تكون إيرادات العام حتى 30 أبريل أعلى بنسبة %16 عن العام الماضى.
«دليفرى هيرو»
يشير المنطق إلى ازدهار الطلب عبر الإنترنت مع عدم قدرة الأشخاص على الخروج، ولكن خلال الأسابيع الأولى من الإغلاق عانت تطبيقات توصيل الطعام فى ظل اضطرار المطاعم إلى الإغلاق، ولكن شركة «دليفرى هيرو» المتخصصة فى تقديم خدمة توصيل الأطعمة عبر الإنترنت، ومقرها برلين، شهدت انتعاشا وارتفعت أسهمها بأكثر من %60 منذ منتصف مارس، وهى الآن تتداول عند أعلى مستوى لها على الإطلاق، وتقدر قيمة الشركة بنحو 17 مليار يورو.
وقال نيكلاس أوستبرج، الرئيس التنفيذى لشركة «دليفرى هيرو»، فى مقابلة الشهر الماضى: «لقد شهدنا انتعاشا جيدا فى معظم الأسواق إلى مستويات ما قبل تفشى الوباء»، مشيرا إلى أن الطلبات تضاعفت تقريبا مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 239 مليون دولار فى الربع الأول.
The post «فاينانشيال تايمز»: 5 شركات تسجل نموًا قويًا فى ظل وباء «كورونا» appeared first on Economy Plus.