اخبار الاقتصاد

عمالقة التكنولوجيا يصمدون فى وجه الوباء والسياسة

وضعت شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة، مشاكلها السياسيَّة المتنامية جانباً؛ للكشف عن أحدث مرحلة من صعودها التجارى، الذى لا يمكن إيقافه على ما يبدو، إذ أسهمت الطفرة المذهلة فى الأسواق الرقمية فى رفع ثرواتها، فى وقت يتضرر فيه جزء كبير من الاقتصاد العالمى.
وكشفت «ألفابت» و«أمازون» و«آبل» و«فيسبوك» عن نتائجها ربع السنوية، يوم الخميس، والتى أظهرت بدورها ارتفاع الإيرادات، بشكل أسرع مما كان متوقعاً فى وول ستريت، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية فى سبتمبر.
وعادت أسواق الإعلان عبر الإنترنت إلى الحياة سريعاً، بعد أن واجهت ركوداً ناجماً عن تفشى «كوفيد- 19» فى بداية العام الجارى.
كما استمرت طفرات التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية، التى سبَّبها الوباء، بلا هوادة مع ارتفاع النشاط الرقمى.
وقفزت المبيعات السنوية المجمعة لعمالقة التكنولوجيا الأربع بنسبة %18 فى الربع الأخير، لتصل إلى 227 مليار دولار، وهو ما يزيد بنسبة %4 على ما كان متوقعاً، فى حين ارتفعت أرباحها بعد خصم الضرائب بنسبة %31، لتبلغ 39 مليار دولار.
ويأتى الارتفاع فى غضون الربع الذى يتوقع فيه أن تعانى الشركات المدرجة فى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» انخفاضاً إجمالياً فى الإيرادات بنسبة تزيد على %2، مع انخفاض الأرباح بنسبة %17، وفقاً لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وقال محلل الإنترنت لدى «ترويست»، يوسف سكالى: «منحنى تعافى هذه الشركات أكثر حدة بكثير مما توقعه أى منا، إذ تستحوذ الأعمال الإلكترونية على حصة كبيرة من السوق مقارنة بالأعمال غير المتعلقة بشبكات الإنترنت».
وذكرت الصحيفة، أن نمو أعمال عمالقة التكنولوجيا يأتى فى وقت تتزايد فيه المخاوف بين السياسيين والجهات التنظيمية بشأن تنامى قوتهم الاقتصادية والاجتماعية. فقد اجتمعت دعوى أمريكية لمكافحة الاحتكار ضد «جوجل» وجلسة استماع مثيرة للجدل فى الكونجرس بشأن مزاعم الرقابة على الإنترنت والانتخابات الرئاسية الأمريكية التى سلطت الضوء على التضليل الإعلامى عبر شبكات الإنترنت، لجعل هذا الوقت صعباً بالنسبة لمجموعات التكنولوجيا فى واشنطن.
ولا غرابة فى أن تبدو الشركات، يوم الخميس، حريصة على التقليل من شأن أى إشارة تدل على فوزها بحصة غير متكافئة من الكعكة الاقتصادية خلال أزمة «كوفيد- 19».
وبالنسبة للربع الأخير، استطاعت «جوجل» سرقة الأضواء، وانتعشت عائدات الإعلانات على شبكة البحث بنسبة %6 فى الربع السنوى الماضى، بعد انخفاض بنسبة %10 فى الأشهر الثلاثة السابقة، عندما سجلت أول انكماش لها على الإطلاق.
وسجل «فيسبوك»، أيضاً، انتعاشاً إعلانياً أقوى من المتوقع، وارتفعت الإيرادات بنسبة %22، إذ ساهم تسارع تحول التجارة إلى العمل عبر شبكات الإنترنت، بالإضافة إلى زيادة أعداد المستخدمين خلال عمليات الإغلاق الوطنية، فى تعزيز الأعمال الإعلانية لشركة التواصل الاجتماعى، كما أعلن «تويتر» انتعاش إيراداته بنسبة %14.
فى الوقت نفسه، واصلت «أمازون» احتلال مركز الصدارة فى التجارة الإلكترونية، التى جعلتها واحدة من أكبر الفائزين خلال الوباء، وسجلت نمواً نسبته %37، بانخفاض طفيف عن الربع السابق، كما أنها انتعشت أيضاً؛ بسبب القفزة فى الإعلان عبر الإنترنت، فقد نمت إيراداتها الأخرى- معظمها من مبيعات الإعلانات- بنسبة %51.
وذكرت «فاينانشيال تايمز»، أن «أمازون» لم تقدم أى تفاصيل بشأن نفقات القطاع، لكن نشاط الإعلانات ذات الهامش المرتفع أسهم فى تحقيق الشركة أرباحاً قوية فى هذا الربع السنوى.
وجاءت أرباحها البالغة 6.3 مليار دولار- وهى ثلاثة أضعاف مستوى العام السابق- رغم التكلفة المتزايدة لتسليم البضائع وإنفاق 2.5 مليار دولار على تدابير «كوفيد- 19».
قال المحلل الرئيسى فى شركة «إى ماركتر» المتخصصة فى أبحاث السوق، أندرو ليبسمان، إنَّ التجارة الإلكترونية تنمو بمعدلات كبيرة فى الوقت الحالى، وبالتالى أصبحت الإعلانات الرقمية تتوافق مع هذا الأمر.
وأضاف «ليبسمان»: «بعد انسحاب المعلنين فى الربع الثانى فى ظل انتشار المخاوف المتعلقة بالوباء، عادوا مرة أخرى سريعاً عندما تغيرت الظروف، فبمجرد أن شعروا أن الماء دافئ، قرروا غمس أصابع قدمهم مرة أخرى».
كانت الدلائل الأخرى على كيفية رفع الوباء لمجموعات التكنولوجيا واضحة فى الإنفاق الاستهلاكى المتزايد فى المشهد الرقمى، بداية من متاجر تطبيقات «آبل» و«جوجل» الخاصة بالهواتف المحمولة إلى الاشتراكات فى «يوتيوب تى فى» والطلب المتزايد على أجهزة شركتى «آى باد» و«ماك» التابعتين لـ«آبل»، حيثُ زادت مبيعاتهما بنسبة %46 و%29 على التوالى.
وخفف هذا من حجم الضربة التى تعرضت لها نتائج «آبل»، والتى نتجت عن تأخير إطلاق هاتف «آى فون 12»؛ بسبب الاضطرابات التى واجهتها سلسلة التوريد المتعلقة بـ«كوفيد- 19»، مع العلم أن مبيعات الهاتف تراجعت بنسبة %21، فى حين تراجعت الإيرادات القادمة من الصين بنحو %29.
وبعد عام قادت فيه شركات التكنولوجيا الرائدة سوق الأسهم بالكامل إلى الارتفاع، كان رد الفعل الفورى لسعر السهم مختلطاً، وارتفعت أسهم «جوجل» بنسبة %9 بعد التداول فى السوق، لكن أسهم «أمازون» انخفضت بنحو %2 بعد أن أعلنت توقعاتها بتسجيل دخل تشغيلى فى الربع السنوى الحالى يتراوح بين مليار واحد و4.5 مليار دولار.
وارتفعت أسهم «آبل» بنسبة %54 حتى الآن خلال العام الحالى، وانخفضت بنسبة %5 فى تعاملات ما بعد ساعات التداول، ما يعكس خيبة أمل؛ نظراً إلى عدم إصدار الشركة توجيهات بشأن الإيرادات ربع السنوية. لكن المدير المالى للشركة، لوكا مايسترى، يتوقع ارتفاع الإيرادات من 91.8 مليار دولار المسجلة العام الماضى.

ما مدى فائدة هذا المقال ؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم : 0 / 5. عدد الأصوات : 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المقال.

إخلاء المسؤولية عن المخاطر: لن يكون Arabtopforex.com مسؤول عن أي خسارة أو ضرر ناتج عن الاعتماد على المعلومات الواردة في هذا الموقع بما في ذلك الأخبار السوقية والتحليل والتوصيات التداولية وتقييمات وسطاء فوركس. البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة في الوقت الفعلي ولا دقيقة، والتحليلات هي آراء المؤلفين ولا تمثل توصيات Arabtopforex.com أو الكتاب. ينطوي تداول العملات على الهامش على مخاطر عالية ، وهو غير مناسب لجميع المستثمرين. نظرًا لأن خسائر المنتجات ذات الرافعة المالية قادرة على تجاوز الودائع الأولية ووضع رأس المال في خطر. قبل اتخاذ قرار بالتداول في فوركس أو أي أداة مالية أخرى، يجب عليك التفكير بعناية في أهدافك الاستثمارية ومستوى خبرتك ورغبتك في المخاطرة. نحن نعمل بجد لنقدم لك معلومات قيمة عن جميع الوسطاء الذين نقوم بتقييمهم. لتزويدك بهذه الخدمة المجانية، نتلقى رسوم إعلانات من الوسطاء، بما في ذلك بعض من هؤلاء المدرجين ضمن تصنيفاتنا وعلى هذه الصفحة. بينما نبذل قصارى جهدنا لضمان تحديث جميع بياناتنا، فإننا نشجعك على التحقق من معلوماتنا مع الوسيط مباشرةً.

عرب توب فوركس

عرب توب فوركس نختص في تداول الفوركس، والعملات العالمية والعملات الرقمية وتجارة الفوركس نساعدك على تقييم واختيار وسيط الفوركس المرخص والمصرح لتتداول بآمان وثقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *