ثلاثة أشياء تحدث لسوق العملات المشفرة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي… تعرف عليها
العملات المشفرة
لا أحد يعرف حتى الآن كيف ستبدو نتيجة أزمة فيروس كورونا العالمية، إلا أن هناك استنتاج واحد يبدو أن الجميع متفقون عليه:
ستكون التداعيات الاقتصادية كبيرة.
في الأسبوع الماضي، وقّعت الحكومة الأمريكية على مشروع قانون إغاثة بقيمة 2 تريليون دولار، وتقوم الحكومات في جميع أنحاء العالم بطباعة الأموال في محاولة لتجنب أزمة مالية معلقة.
لم تمر أي عملة مشفرة على الإطلاق بدورة اقتصادية كاملة، حيث ولد البيتكوين من أعماق الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
من المعروف أن كتلة تكوين البيتكوين جاء خبرها على العنوان الرئيسي من جريدة “The Times” في التاريخ الذي قام فيه “ساتوشي ناكاموتو” بتعدين أول عملة بيتكوين على الإطلاق.
لذلك ولغاية اللحظة وعلى الرغم من التكهنات المتفشية من الصعب التنبؤ بما قد يحدث للعملات المشفرة عندما يأخذ الاقتصاد العالمي في الإنهيار، إلا أن الشهرين الماضيين ومن خلال انتشار فيروس كورونا ظهرت ثلاث أشياء واتجاهات متعلقة بالعملات المشفرة:
1. مدى ارتباط البيتكوين بالذهب:
مصطلح “الذهب الرقمي” كان موجود منذ فترة، صحيح أن البيتكوين لديه العديد من أوجه التشابه بالذهب حيث أن السعر المدفوع بقوى العرض والطلب، ومع ذلك، لم يثبت ما إذا كان المستثمرون سيتعاملون مع البيتكوين على أنه استثمار “ملاذ آمن” خلال أوقات الاضطراب في سوق الأسهم أم لا.
في 12 مارس، مع انخفاض أسواق الأسهم العالمية أخذ سعر العملات المشفرة أيضا بالهبوط، حيث فقدت عملة البيتكوين أكثر من 40 ٪ من قيمتها وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ عام 2013.
ليسارع النقاد ويفندون نظرية أن البيتكوين “ذهب رقمي”، خلال الأيام التالية، سجل الذهب أكبر انخفاض له في أسبوع واحد، حيث فقد حوالي 12٪ من سعره.
منذ ذلك الحين، تعافى سعر كلا الأصول إلى حد ما، على الرغم من أن تعافي البيتكوين كان أقل إلى حد ما من الذهب.
وفقا لمجمع البيانات “Skew”، فإن البيتكوين والذهب يظهرون مستويات ارتباط قياسية بأكثر من 50 ٪، ربما يظهر ذلك بشكل أكبر في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
2. تأثر الاهتمام بالعقود الآجلة والخيارات:
كان 12 مارس لحظة محورية في أسواق العملات المشفرة عبر خيار المشتقات أيضا، قبل أن يبدأ فيروس كورونا في الظهور، كانت العقود الآجلة للبيتكوين تسير بوتيرة حسنة.
وفقا لـ Skew، ارتفع إجمالي الفائدة المفتوحة بأكثر من الضعف من حوالي 2.2 مليار دولار في نوفمبر 2019، إلى 5 مليار دولار في منتصف فبراير.
في 12 و 13 مارس، مع انخفاض سعر البيتكوين بشكل كبير، قامت منصات تداول العملات المشفرة بتصفية مراكز شراء بقيمة ملايين الدولارات.
تعرضت شركة BitMEX الرائدة في السوق لانتقادات خاصة، حيث واجهت انقطاعين لمدة 25 دقيقة مما يعني أن المتداولين لم يتمكنوا من الوصول إلى حساباتهم لزيادة الهامش أو اتخاذ أي إجراءات للتحوط من مراكزهم.
شهد المتداولون في BitMEX أكثر من 1.5 مليار دولار من المراكز التي تم تصفيتها في غضون يومين.
يوضح هذا الانخفاض مدى ذعر المستثمرين، والانسحاب من المضاربة حتى مع مراكز البيع.
سيكون من المثير للاهتمام معرفة مدى سرعة تعافي أسواق المشتقات من هذه الضربة خلال الأشهر المقبلة، نظرا لأن عام 2019 كان فترة نمو هائل في هذه الأسواق.
3. ازدياد الطلب على العملات المستقرة:
بعد الذعر المصاحب لإنتشار فيروس كورورنا وما صاحبه من هبوط جماعي في الأسواق المالية بما فيها سوق الكريبتو سارع العديد من المتداولين للعملات المستقرة المرتبطة قيمتها بالعملات الورقية.
حيث أصبحت العملات المستقرة عملات الملجأ للتجار الذين يدخلون ويخرجون من المراكز. في عام 2019، ضاعفت عملة التيثر (USDT) الأكثر شيوعا من قيمتها السوقية الإجمالية من 2 مليار دولار إلى 4 مليار دولار، وتجاوزت البيتكوين من حيث حجم التداول.
في الإضطراب الأخير الذي حدث في منتصف شهر مارس، كان الطلب عال على عملة التيثر وغيرها من باقي العملات المستقرة الأخرى.
اكتسبت القيمة السوقية للتيثر 1.5 مليار دولار أخرى في النصف الثاني من شهر مارس وحده، حيث حاولت التيثر ضخ عملات رقمية كافية لتلبية طلب المستثمرين الحريصين على تحويل مكاسبهم أو خسائرهم إلى أصل أكثر قابلية للتنبؤ.
أرجع “سام بانكمان فريد” الرئيس التنفيذي لشركة FTX Exchange إلى أن الطلب الكبير على عملات التيثر يعود إلى تدفق OTC الذي نشأ في آسيا، جنبا إلى جنب مع المستثمرين الذين يحولون عملاتهم البيتكوين إلى التيثر كوسيلة للتحوط وتقليل المخاطر.
ختاما:
دائما ما تكون أسواق العملات المشفرة متقلبة، حتى عندما تبحر بقية الأسواق المالية العامة في مياه هادئة.
ومع ذلك، قدمت الأحداث في مارس نظرة مبسطة لما يمكن أن نتوقعه من أسواق الكريبتو بمجرد أن تشهد الأسواق التقليدية اضطرابات، لكن من الصعب الخروج بنتيجة كاملة ورؤية واضحة لأن الإضطراب مازال مستمر لغاية اللحظة.
arabtopforex.com