بلومبرج: البنوك تدرس التوسع بالعمل عن بعد في عالم ما بعد كورونا
الإثنين 14 سبتمبر 2020
تدرس كبرى المؤسسات المالية في وول ستريت ولندن كيفية تنظيم الأعمال في عالم ما بعد كورونا، بافتراض بلوغ تلك المرحلة وتخطي الوباء، مع تأكيد بتأثير فيروس كورونا على طبيعة العمل، إذ سيتم تطبيق آلية العمل من المنزل على الكثير من الموظفين بعد نجاحها خلال فترة الوباء، إذ تتطلع البنوك الاستثمارية إلى توفير تكاليف العقارات الضخمة والموظفين، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة بلومبرج العالمية.
وأشارت بلومبرج إلى أن تحول العمل إلى المنزل بسبب فيروس كورونا قد بدد بلا شك القول السائر بأن الناس يعملون بجد في المكتب، إذ تم تنفيذ أهم الوظائف بشكل جيد في المنازل، كما لم تواجه البنوك الاستثمارية أية معوقات نتيجة عمل الموظفين من المنزل بالربيع الماضي.
وأضافت بلومبرج أن جائحة كورونا قد أثبتت أن معظم الوظائف حتى في بعض مجالات التمويل المتطورة يمكن القيام بها عن بعد إذا لزم الأمر، كما صمدت وسائل التكنولوجيا كالاجتماعات بخاصية الفيديو والاتصالات فائقة السرعة عبر الإنترنت في ظل طلب غير مسبوق عليها.
وكانت تتجه بعض البنوك الاستثمارية إلى تطوير العمل عن بعض على أي حال قبل أن يضرب وباء كورونا العالم، وفي عام 2014، نقلت شركة UniCredit SpA الإيطالية بعض الموظفين إلى العمل من المنزل لمدة يوم واحد كل أسبوع لتخفيض تكاليف الشركة، وانتشرت فكرة العمل عن بعد بين آلاف الشركات الأخرى.
وبحلول الوقت الحالي، يرغب العديد من موظفي المكاتب بالعمل من منازلهم، وفقًا لاستطلاع أجرته مورجان ستانلي عبر مختلف الصناعات في أوروبا، ليظهر أن 27% من الموظفين يفضلون العمل من المنزل بعض أيام الأسبوع.
وذكرت الوكالة أن خيار العمل عن بعد لن يناسب جميع فئات الموظفين، إذ لن يتمتع الكثير منهم بهذا الاستثناء وفقًا لمتطلبات العمل بالبنوك الاستثمارية مثل كبار المديرين، فمن المتوقع أن يستمر عملهم من المقرات الرئيسية للعمل، إضافة إلى الموظفين الجدد لمتطلبات تدريبهم واحتكاكهم بالبيئة المادية للعمل.
وقال جيس ستالي، رئيس مجموعة باركليز، إن المكاتب الكبرى ستصبح شيئًا من الماضي، ولكن يلزم عمل الموظفين من المكاتب لضمان الحفاظ على ضوابط العمل.
كما تسمح بعض الشركات بعمل ما يقرب من ثلث موظفيها عن بعد مثل شركة UBS Group AG أكبر مدير مالي في العالم، كما تتطلع الشركات الأخرى إلى أن تصبح مثلها.
ويرى البعض أن العمل عن بعد لا يعني الحرية المفرطة والمرونة، فحتمًا سيتم تكثيف الإشراف على الموظفين، وقد يؤدي العمل من المنزل في بعض الحالات إلى الإضرار بالتوازن بين العمل والحياة، كما تعد أي حرية جديدة مكتسبة محدودة.