العملات الرقمية سترتفع بنهاية عام 2024 على الرغم من علامات الركود المتزايدة
توقع هل العملات الرقمية سترتفع بنهاية عام 2024 ؟
كان شهر أغسطس شهرًا صعبًا بالنسبة لسوق العملات المشفرة، حيث شهد سعر البيتكوين (BTC) تصحيحًا بنسبة 30% متراجعًا من مستوي 70 ألف دولار إلى أدنى مستوى له بالقرب من 49 ألف دولار، ولكنه استطاع أن يستعيد بعضًا من مكاسبه ليتداول تحت مستوي 60 ألف دولار في الوقت الحالي، ولكن وفقًا لأحد المحللين، فإن الانخفاض الذي يقل عن 50 ألفًا من المرجح أن يمثل قاع التراجع ومن المتوقع أن تتحسن الأمور في الربع الأخير من عام 2024.
لقد تميز شهر أغسطس بانخفاض حاد في الأصول المشفرة والأصول المالية التقليدية بسبب تزايد مشاكل الركود في الولايات المتحدة، وكان المحفز الرئيسي لهذه الخسائر الكبيرة هو تقرير الوظائف الأمريكي المخيب للآمال لشهر يوليو والذي أظهر زيادة في معدل البطالة في الولايات المتحدة، مما أدى إلى إطلاق العديد من مؤشرات الركود الشائعة مثل “قاعدة ساهم”.
وعلاوة على ذلك، أرسل الارتفاع الحاد في قيمة الين الياباني (JPY) موجات صدمة عبر الأسواق المالية التقليدية حيث قام متداولي صفقات الكاري تريد بتصفية مراكزهم بسبب زيادة أسعار الفائدة الرئيسية اليابانية من قبل بنك اليابان، مما أدى إلى تفاقم الهروب إلى الأمان في أوائل أغسطس، وكانت النتيجة هي انخفاضًا في معنويات الأصول المشفرة إلى أدنى قراءة لها منذ نوفمبر 2022 عندما انهارت بورصة FTX.
تزامن هذا الهبوط الواضح في أسواق تداول العملات الرقمية أيضًا مع انخفاض كبير في شهية المخاطرة بين الأصول في الأسواق المالية التقليدية، ومع ذلك، نعتقد أن الجمع بين تباطؤ الاقتصاد الكلي وضعف معنويات سوق العملات المشفرة في أوائل أغسطس كان على الأرجح بمثابة قاع تكتيكي مهم في البيتكوين وبالتالي سيكون ذلك بمثابة بداية لموجة صعود متجددة.
ما هي الأسباب وراء التوقعات الصعودية للبيتكوين؟
يقول المحللون إن أحد الأسباب الرئيسية وراء التوقعات الصعودية هو حقيقة أن الأسواق المالية كانت سريعة في تسعير انعكاس السياسة النقدية الفيدرالية بعد هذه الاضطرابات السوقية في بداية أغسطس، والتي تم تأكيدها مؤخرًا أيضًا من خلال أحدث التصريحات التي قالها رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” في ندوة البنك المركزي في جاكسون هول.
مع تأكيد باول بأن انعكاس السياسة النقدية الفيدرالية وشيك وسط ضعف سوق العمل ومن المرجح جدًا أن يبدأ هذا الشهر، فمن المؤكد أن توقعات السياسة النقدية الأكثر مرونة ستوفر رياحًا خلفية إيجابية لعملة البيتكوين والأصول المشفرة خلال الأشهر المقبلة.
في الوقت الحالي، كانت أسعار العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي تسعر نحو 9 تخفيضات لسعر الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس لكل منها ومعدل نهائي يبلغ 3% والذي سيتم الوصول إليه بحلول نهاية عام 2025، لذا، تتوقع الأسواق بالفعل تخفيضات كبيرة في سعر الفائدة المستهدف لصناديق الاحتياطي الفيدرالي.
وعلى الرغم من هذه الجهود، إلا أن الكثير من الخبراء يعتقدون أن أساسيات حدوث الركود في الولايات المتحدة لا تزال قائمة، وقد يكون الاقتصاد الأمريكي ينزلق بالفعل إلى الركود كما نتحدث، وأشاروا إلى أن التداعيات التي أعقبت تصفية صفقات الكاري تريد بالين والتي أدت إلى زيادة قيمة الين تتوافق مع ضعف أوسع نطاقًا في توقعات النمو العالمي الناجم عن زيادة مخاطر الركود في الولايات المتحدة، كما أن هذه الملاحظة تتفق أيضًا مع الارتفاع المستمر في سعر الذهب وسط الهروب إلى الأمان والتوقعات المتزايدة بتحول السياسة النقدية الفيدرالية.
سلط المحللون الضوء على عدة أسباب لتوقع حدوث ركود في الولايات المتحدة، بما في ذلك إطلاق قواعد ساهم وميل (Sahm and Mel Rules) والتي تعد إشارات واضحة إلى ركود وشيك.
وأضاف المحللون أن الفارق بين المؤشر الفرعي البارز “الوظائف التي يصعب الحصول عليها” و”الوظائف الوفيرة” الذي وصل لأعلى مستوي له في يوليو يشير أيضًا إلى أن المستهلكين الأميركيين يرون ظروف سوق العمل تتدهور بوضوح، وهذا يعني أننا ندخل بالفعل في مرحلة الركود، وهناك سبب آخر لافتراض ضعف واسع النطاق في سوق العمل الأمريكي وهو حقيقة أن نمو الرواتب قد تم تعديله مؤخرًا بشكل كبير نحو الجانب السلبي، مشيرًا إلى انخفاض نمو الوظائف يالقطاع غير الزراعي بمقدار 818 ألف وظيفة حتى مارس 2024، ومن جهة أخري، تنبع الزيادة الأخيرة في معدل البطالة إلى حد ما من انخفاض كبير في فرص العمل والتوظيف في جميع أنحاء الاقتصاد، وهذا واضح أيضًا في الانخفاض المستمر في فرص العمل.
لماذا يكون الركود الاقتصادي ايجابيًا للعملات المشفرة؟
في حين أن الركود سيكون تطورًا سلبيًا لمعظم الأصول، فإن العديد من العوامل تشير إلى أنه قد يكون إيجابيًا للعملات المشفرة.
أولًا: تزامن تباطؤ الاقتصاد الكلي في أوائل أغسطس مع التراجع في معنويات العملات المشفرة، حيث بلغت توقعات النمو العالمي القائمة على السوق أدنى مستوى لها منذ عدة سنوات في الخامس من أغسطس بينما بلغ مؤشر معنويات الأصول المشفرة أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2022 أي عندما انهارت بورصة FTX، ويبدو أن الخوف الكبير من النمو قد تم تسعيره بالفعل بحيث يكون الركود الفعلي أقل تأثيرًا على أداء العملات المشفرة في المستقبل.
العامل الإيجابي الثاني هو أن “حساسية البيتكوين لتوقعات النمو العالمية آخذة في الانخفاض، مما يجعل الركود الأمريكي المحتمل أقل خطورة على الأصول المشفرة”، وعلى العكس من ذلك، فإننا نتحول من الرياح المعاكسة (النمو) إلى الرياح المواتية (السياسة النقدية، الدولار الأمريكي).
ثالثًا، نري أن السياسات النقدية في العديد من دول العالم تتغير وتخفيضات أسعار الفائدة الأولية من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي وشيكة، وقد حددت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي إجمالي 9 تخفيضات لسعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في كل مرة ليبلغ المعدل النهائي حوالي 3% بحلول نهاية عام 2025، تتحول البنوك المركزية لمجموعة الخمس نحو وضع التيسير وقد وصل المعروض النقدي العالمي مؤخرًا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، تميل التوسعات في المعروض النقدي العالمي إلى أن تكون بيئات صعودية لعملة البيتكوين والأصول المشفرة.
والسبب الرابع للتفاؤل بشأن عملة البيتكوين هو حقيقة أن الدولار الأمريكي يميل إلى الضعف وهو ما يعتبر بيئة صعودية لعملة البيتكوين والأصول المشفرة، تميل بيئات الدولار الضعيف إلى أن تكون أفضل البيئات لعملة البيتكوين والعكس صحيح، ويميل الانعكاس في السياسة النقدية الفيدرالية المرتبطة بخفض أسعار الفائدة والتيسير الكمي إلى أن يكون هبوطيًا للدولار، وهو ما من شأنه أن يوفر ريحًا خلفية كبيرة لعملة البيتكوين والأصول المشفرة في المستقبل.
لقد وفر الاستسلام المتزامن لمشاعر الاقتصاد الكلي والعملات المشفرة في أوائل أغسطس أساسًا جيدًا لقاع أكثر استدامة لعملة البيتكوين، بالإضافة إلى ذلك، نعتقد أن البيتكوين أصبح أقل حساسية للتغيرات في توقعات النمو العالمي والتحول في السياسة النقدية العالمية جنبًا إلى جنب مع ضعف الدولار الواسع النطاق الذي يمكن أن يوفر دعمًا كليًا إيجابيًا للغاية للبيتكوين والأصول المشفرة في المستقبل.
العوامل الرئيسية التي قد توجه مسار العملات المشفرة في شهر سبتمبر
يحوم سعر البيتكوين تحت 60 ألف دولار في الوقت الحالي ويبدو أن استعادة سعر البيتكوين لمستوى 70 ألف دولار أمر صعب حيث من المتوقع أن يكون شهر سبتمبر هبوطيًا، ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر قد يغير مسار البيتكوين.
تدخل عملة البيتكوين شهر سبتمبر وهو شهر متقلب متأثرًا بعوامل الاقتصاد الكلي مثل تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتي قد تعزز السيولة وتجذب الاستثمار في العملات المشفرة، فيما يلي سنوضح العديد من العوامل الرئيسية التي قد توجه مسار العملات المشفرة في شهر سبتمبر.
– محفزات التغيير: أسعار الفائدة والسيولة الكلية
من المرجح أن يكون العامل الحاسم في أسعار البيتكوين هذا الشهر هو السياسة النقدية الأمريكية، في اجتماع جاكسون هول الأخير، أشار رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” إلى الاستعداد لتعديلات السياسة والتي تم تفسيرها على أنها تمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة، مع تذبذب مؤشر الدولار الأمريكي حاليًا حول علامة 100 نقطة أدى خفض أسعار الفائدة المتوقع في سبتمبر إلى تحريك السوق إلى مرحلة تداول جديدة تركز على تعزيز السيولة المحتملة.
بالنسبة للعملات المشفرة، التي تستفيد غالبًا من زيادة السيولة في الأسواق التقليدية، قد يعني هذا بيئة داعمة، عادةً ما يؤدي توقع انخفاض أسعار الفائدة إلى إضعاف الدولار مما يجعل الأصول المقومة بالدولار مثل BTC وETH أكثر جاذبية.
– العملات المستقرة: المؤشر غير المعلن لصحة العملات المشفرة
في أغسطس، ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المستقرة من 163.8 مليار دولار إلى 169.8 مليار دولار مما يشير إلى زيادة بقيمة 6 مليارات دولار، هذا النمو في العملات المستقرة ليس مجرد إحصائية فهو يعكس تدفقًا مستدامًا للأموال إلى مجال العملات المشفرة، ونظرًا لأن العملات المستقرة غالبًا ما تعمل كوسيط للتجار والمستثمرين الذين يدخلون أو يخرجون من المراكز، فإن مسار نموها يدعم فكرة أن السيولة في سوق العملات المشفرة لا تزال قوية.
– الثقة المؤسسية كما يُرى من خلال تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة
لقد شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين، على وجه الخصوص، تدفقًا صافيًا بقيمة 17.86 مليار دولار حتى نهاية أغسطس، وهي شهادة على الاهتمام المستدام من القطاعات المالية التقليدية، تشير مثل هذه التدفقات الكبيرة إلى أن اللاعبين الماليين الرئيسيين لا يزالون يراهنون على جدوى ونمو العملات المشفرة، إن هذا التصويت بالثقة من وول ستريت قد يحمي البيتكوين من الانحدارات المحتملة ويؤكد على جاذبيتهما كاستثمارات بديلة.
– الرياح المعاكسة المحتملة ومخاطر السوق
على الرغم من التوقعات الإيجابية إلا أن هناك مخاطر كبيرة تلوح في الأفق، تظل تحركات أصول الحكومة الأمريكية تشكل تهديدًا غير محدد يمكن أن يؤدي إلى عدم استقرار السوق، وعلاوة على ذلك، لا يزال ظل انهيار السوق في أغسطس يخيم على السوق، ويعمل كتذكير صارخ بالتقلبات المتأصلة في أسواق العملات المشفرة، هذا إلى جانب احتمال حدوث انخفاض حاد في مؤشر الدولار الأمريكي الذي يشير إلى أنه في حين توجد فرص فإن الحذر يظل في غاية الأهمية.
مع أخذ العوامل السابقة في الاعتبار، من المرجح أن يتداول سعر البيتكوين بين نطاقي 54 ألف دولار إلى 69 ألف دولار، بينما قد يتراوح سعر الإيثريوم بين 2250 دولار و 3350 دولار في شهر سبتمبر، ومع ذلك، تأتي هذه التوقعات مع تحذير أن السوق يظل عرضة لأحداث البجعة السوداء، خاصة إذا شهد مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا حادًا.